Tuesday, April 25, 2006

دراما بعنوان ميت اكلينيكيا



مفاجأة

.. لم أعد قادرا على الثرثرة .. لم أعد قادرا على التفاعل او الانفعال
نتيجة .. لم يعد هناك مجالا اخر لكى ينطلق فيه حلم أو تولد فيه فكرة

لم يعد هناك مساحات للفرح أو للحزن

تشخيص .. الأمر يبدو موتا اكلينيكيا

ملاحظات .. هو ليس كذلك

سبب المرض .. الافراط فى التفاؤل و التسامح مع تناول جرعات زائدة من الأمل و النتيجة هى أن يتحول السراب الى واقع تعيشه

حكمة .. الأغبياء فقط هم من يشربون الماء دون التفكير فى المنبع

جزء محذوف من الحكمة .. ليس كل الماء عذبا
----------------------------------------------------------------------
تصور .. هل هناك من الأساطير او الميثولوجيا بجميع لهجاتها ما يقارن حالة شخص أعد حياته كلها لشىء واحد ..يكبر هذا الشىء يوما بعد يوم أمام عينيه .. فيفرح .. يأمل .. يحلم فيصدق حلمه و يبرهنه بالأمل .. تتضح معالم الشىء رويدا رويدا .. فاذا به يظن أنه حلمه يتجسد.. فاذا بالنهاية مؤلمة و محطمة .. لا بل قل قاطعة

ما النهاية؟ فلأدع لك تصور النهاية .. قد يكون الشىء الذى ظل يحلم به قد تحول الى مسخ فالتهم صاحبه .. اراهن أن هناك من وضع تلك النهاية للقصة السابقة و لكنها للأسف ليست نهايتنا .. قد يتصور البعض الاخر ان النهاية أن ذلك الشىء قد أنهارتماما ... نعم بعد وصوله الى الذروة يقف ذلك الشخص يتأمله سعيدا بتحقق حلمه اخيرا ثم .. بلقطة زووم اوت اذا بالشىء ينهار .. نهاية مؤلمة حقا خاصة لو اضيف لها لقطة كلوز للشخص ذاته
قد يكون البعض وضع تلك النهاية ايضا


و لكن هل تصور أحدكم نهاية اخرى .. اذن فالنهاية التى سأذكرها غير النهايتين السابقتين فهما لا يحققا العذاب المطلوب لهذا الشخص .. قد يتهمنى البعض اننى سادى و لكن هذا ليس طلبى الشخصى بالعكس فأنا متعاطف تماما معه و لكن جو الميثولوجيا و الاسطورة يتتطلب ذلك النهاية يجب أن تحمل عذابا ما مثل عذاب الصخرة و الجبل .. أذكرك .. حاضر ... رجل قدره حمل صخرة لأعلى جبل كلما يصل للقمة تقع الصخرة فيعود أدراجه لحملها و هكذا... عذاب يليق بأسطورة


اذن نحن أمام مشكلة ما هى النهاية لشخص وضع كل طاقته و حلمه و أفكاره و حياته لخدمة شىء واحد
لحظة .. قبل أن نضع النهاية فلنراجع القصة و نضع بعض الشروط

مبدئيا النهايتان السابق ذكرهما محذوفتان لركاكتهما .. أما القصة فهى تدور حول شخص طيب القلب له قلب شقاؤه أنه وفى و له عقل عذابه أنه لا يكف عن التفكير .. له مشاعر خضراء همها أنها لم تجد من يستحقها

تمنى هذا الشخص أن يلمس السماء فعجز .. تمنى أن يخاطب القمر ففشل .. فبدأت أحلامه تصغر .. تمنى لو أحب فتاة و لكنه لم يجد من تلائمه حتى لو أحبه احداهن .. فبدأت أحلامه تصغر ... تمنى لو صار مشهورا فاكتشف أن الثمن أغلى مما يملك و النتيجة اقل مما تصور.. تمنى لو ملك مالا فاكتشف أن أوراق اللعبة ليست فى يديه

تمنى لو أصبح حرا حرية طائر فاكتشف أن التحليق ليس من سماته
ظلت أحلامه تصغر شيئا فشيئا .. أخذ يفكر .. و يفكر حتى جاء فى ذهنه شيئا ما .. نعم هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن يقوم به.. اخيرا سينجح ... حشد كل طاقته و ذهنه و أعصابه و دموعه و عقله و مشاعره ووجدانه لهذا الشىء ... أيام شهور .. حتى جاء الوقت و أنجز الشىء

و هنا بداية النهاية

نزل الى المدينة لينادى أهلها و هو سعيد .. قول فرحاااااااان .. لأول مرة فرحان أول مرة يفرح حاسس أنه ناجح هيه هييييييه يا ناس تعالوا شوفوا اللى أنا عملته الشىء اهوه اهوه ياهووووووو

يالا نرفع الستار عن الشىء عشان الناس تشوفه و يحس أنه ناجح و حقق حلمه هو اه حلم صغير بس المقاسات الاكبر خدها الناس اللى اكبر

يالا توقع النهاية كفاية ملل عايزين نهاية مثيرة عشان الناس تنبسط اللى عايز يشمت و اللى عايز يتشفى حتى لو ميعرفش الشخص

بسيطة النهاية سهلة متتعبش نفسك لا هيتحول الشىء لمسخ و لا ينهار ببساطة ههههه هيتشرخ ... شفت ازاى ... اه يتشرخ بالظبط كده ... الشىء فعلا كان جميل جميل قوى .. لكن يتشرخ .. بقى محدش شايف جماله غيره.. كله مركز فى الشرخ
النهاية دى عذابها أكبر ... لأن الشىء منهارش ده موجود الناس شايفاه .. لكن مشروخ .. صاحبنا عمال يصرخ و يقول لا لاااااااا ده جميل قوى حتى شوفوا
لكن الحقيقة انه مشروخ .. مشروخ .. و من ساعتها و الشخص مش قادر ينسى شكل الشرخ و الحلم عمال يصغر و يصغر لغاية ما بقى قد بؤرة الشرخ

ههههه بس خلااااااااااااااااااااااااااااااص و دمتم
>


Monday, April 10, 2006

غرق



لا تسألنى الان .. فقط اتركنى أصدر من عينى موجات ما فوق الابصار و ما تحت البصيرة

لا ترتاب ارجوك .. فقط اتركنى أملأ فضاءك بحبات الجنون
لا تسألنى عن كيفية نمو تلك الحبات .. و بالتأكيد لا تسألنى كذلك عن كيفية حصادها .. فالجنون هو أن تصير بلا عنوان و لكنك دوما تحمل صندوق بريد متنقل يختار و لا يتم اختياره

صدقنى .. منذ أن أصبح الجنون عنوانى و أنا غير سعيد حتى لو ظهر عكس ذلك . هناك دوما عيبا خطيرا فى ان تكون مجنونا . أن لا ترضى ابدا .. فالمجنون لا يقبل بما يقبله الاخرون
تحدثت معك من قبل عن جنون النجاح فالمحارب المجنون لا تزيده انتصاراته سوى رغبة فى المزيد
صدقنى لم تعد عيناك هى منتهى الجنون بالنسبة لى

من حقك أن ترفض أن أزرع بفضاءك من حبات جنونى ... ففضاءك أرضا خاصة بك و لكن ما أخفيه عنك و عن الجميع .. أنى ليس لى فضاء .. كل ما يشغلنى هو الغد .. أنا فقط أريد القليل من الحاضر فالحاضر ليس ملكا لى . لا أملك فيه شيئا دوما انتظر من الاخرين.. ليس لى سوى أحلام .. أحلم بأن أملك فى الغد فضاءا أشكله حسب رغبتى


هل تهت يوما ... هل شعرت من قبل أنك فقدت الطريق .. الشعور ببساطة هو :-

انت قررت أن تمضى نحو نقطة ما .. جهزت كل ذرة فى كيانك كى تصل اليها و ظللت تمضى و تمضى و أنت فى منتهى السعادة تحسب كل حجر على الطريق دليلا لك على صحة الطريق
تنعطف و تنحنى و تمضى .. لتفاجىء فى النهاية بالطريق و لسان حاله يسخر منك و يعيد على سمعك نكتة قديمة سمعتها زمان
( أنت فى نهاية الطريق و هذا خبر جيد و لكن هناك خبرا سيئا و هو ان ذلك ليس الطريق الذى اخترته منذ البداية ) نكتة سخيفة حقا و لكنها تحدث

عليك أن تبدأ من جديد .. و ليس معك سوى اخر حبات الجنون و لا تعلم من اين تبدأ
تجد صعوبة فى أن تثق مرة اخرى فى حبات الجنون التى اضلتك من قبل

يصبح الاختيار بين الاقامة عند اخر نقطة وصلت اليها فى انتظار أن تعيد الحياة لك بعض ما فقدته .. أو أن تثق بالجنون مرة اخرى كمبدأ لك

تتذكر نصا مسرحيا قرأته معى ... بعنوان الظلمة عن رجل يعمل بفنار يرشد السفن لسنوات طويله هو و زميل له و بمرور الوقت يكتشف أن السفن لم تعد تمر من فناره و أنه أصبح معلق فى تلك النقطة مع زميله
فيصابا بالجنون

الازمة يا صديقى تحدث عندما لا تصاب انت كذلك بالجنون

فكر قليلا

الحل ان تصاب بالجنون انت كذلك و الا ستتعقد الامور
عليك ان تتقبل فكرة ان السفن لم تعد تمر من امامك و ان لا سبيل للعودة

التفكير يجب ان يتخذ شكلا اخر اقرب للجنون ... لا تقبل بما يقبله الاخرون و الا ستتعقد الامور

اذا اتخذ كلا منا طريقة للتفكير غير الاخر لن ننجو

انا قد اكتفى باصدار موجات ما فوق الابصار و ما تحت البصيرة حتى يلتقطها شخصا اخر قد يكون فتاة احبها او شخصا ينقذنى

ليس لى سوى الموجات اما انت فلتدم مع حسابات عقلك لو اردت و مبادىء الحساب و كل ما سيعقد الامور

ارجوك لو استطعت النجاة اخبر حبيبتى بهذه القصة و اخبر كل من خذلتهم بهذه القصة

اما انا فلو تم انقاذى فلن استطيع ان اذكر شيئا عنك لانى لم انقذك
>