Thursday, September 07, 2006

عودة و يقين



العودة قد تكون صعبة .... فليس من اليسير ابدا ان تتخذ قرارا بالعودة

المسألة ببساطة أن قرار الرحيل أبسط كثيرا من قرار العودة.. بل على العكس فان له رونقا خاصا قد يكون أحيانا مغريا .. سؤال . ما هو عكس الرحيل ؟
هل عكس الرحيل هو البقاء أم العودة

ثلاث كلمات تربطهم روابط غاية فى التعقيد و الشجن و القلق و الانتظار!! الرحيل .. البقاء .. العودة !!! ... و لكنى مازلت مصمما أن العودة هى القرار الأصعب

العودة للحبيب للصديق للوطن للحق ... للرب

أقسى ما فى العودة هى أنها تعريك أمام نفسك لترى عوراتك التى تعرفها و لكنك تسترها ... أقسى ما فى العودة هو أنك تقر بالاحتياج ... أقسى ما فى العودة هى أنها تسلبك رونق الرحيل و كبرياء البقاء ... ففى الرحيل يكون مازال فى الامكان ان تشعر بحاجة الاخر اليك .. و البقاء هو نفسه حاجة الاخر اليك أما العودة فهى حاجتك للآخر

أنبل من تعود اليهم هو من لا ينشر سر عودتك على الملأ و لكنه يكتفى بحضن دافىء يتعالى به على حرج العودة و معادلات الطرف الاقوى و من يحتاج لمن
أنبل من تعود اليهم هو من يشعرك انه كان هنا منتظرا عودتك
أنبل من تعود اليهم هو من يتلقاك بابتسامة حنونة فتتلقاه بدمعة تفر تفضحك و لكنها تغسل و تطهر آثام رحيلك
أنبل من تعود اليهم هو من يعود اليك أكثر مما توقعت و أسرع

هناك من تتحول حياته فجأه لقرار عودة .... لا يسعد لا يفرح لا يحيا لانه يعلم أن الحل فى عودته و لكنه يخشى ... يخشى أن يتخلى عنه من يعود اليه او يخشى خدش كرامته ان عاد
او يخشى ما هو صعب بالفعل و هو كسر الواقع بشكل مفاجىء . .. فقد تسبب عودتك انقلابا لحياتك فتخسرك اشياءا قد تكون اكتسبتها و لكنك تظل رغم كل ما كسبته تشعر بالغربة و الوحدة

البقاء .. الرحيل .. العودة

رؤية مشوشة ... عمى ... يقين

المسألة ببساطة هى التعود على العمى و مصادقته و الرضا بأن تحيا حياة ليست لك و لست لها

المسألة ببساطة أن أعود

و لكنها ليست بتلك البساطة


>