عندما ساقتنى الظروف .. و بعد حوالى ساعة و شوية من البهدلة و اللف على اللجان الانتخابية اكتشفت اخيرا انى غير مسجل بالكشوف و انى مش هنتخب انهارده .. لما خرج عليا الصول و ندالى ..... فلان الفلانى....... و انا اردد كالابله .. افندم .. قالى بلهجة فلاحية مألوفه .. غير مقيد
مش عارف ليه حسيت زى الولية المطلقة كده او كانى مرمى على باب جامع لغاية مجه
واحد ابن حلال و خد بايدى لغاية لجنة الوافدين و قالى فيما معناه يا بنى انا حطيتك فى اول
الطريق و ربنا معاك .. مفهمتش الا ما بصيت للطابور الطويل اللى واقف فهمت لكن لانى مواطن صالح فالوقوف فى الطوابير من سماتى و كبرت بقى و هنتخب يعنى هنتخب و هقف
فى الطابور
المهم انى وقفت و لاننا مصريين فقد تحول الطابور لكتلة بشريه عجيبة لا يمنك وصفها الا
اذا مريت بالتجربة فالطابور كما ذكر فى مختار الصحاح اللى عمرى ما قريته هو ( كل واحد يبص لقفا اللى قدامه وواحد واحد والرجالة يمين و الستات شمال) .. وكل ما واحد يخلص دوره يتقدم الطابور خطوة اما الطابور كما يعرف فى العرف المصرى هو تلاحم
مجموعة بشريه فى اقل مكان ممكن بحيث يعتقد معظمهم انه واقف فى الاول و ان الدور عليه رغم انه لسه مشرف
المهم و لانى بقالى كتير ممريتش بتجربة الطابور فقد اندمجت مع الناس و ما هى الا لحظات و بدأنافى تبادل النكات و التعليقات الاذعة حول العملية الانتخابية
و كان لمبارك نصيب الاسد من التريئة البريئة .. و رغم اننا اخدنا راحتنا ع الاخر الا ان
الكل كان بيتهرب من اجابة السؤال المنطقى اللى هو انت هترشح مين ... و بدافع الفضول
فقط طلعت البرنامج الانتخابى بتاع ايمن نور و قعدت اقرا فيه فلقيت الناس عينها معايا قمت
قايل ايه هو مش كلكو ايمن نور
المهم غمز و لمز و ضحك و فى النهاية الكل اعلنها صريحة اه هنرشحه .. و هنا بدأت
العادة المصريه و بدأ الكل يتكلم فى نظرته السياسية و الطريف انى لقيت الناس مصدقه
نفسها و كل واحد بيتكلم كانه زعيم او كانه هيكل مثلا و كانه عاش طول عمره فى المعتقلات..... الحقيقة مقدرتش افسر الموضوع ده ......ناس طول عمرها خايفة من
السياسة و كل واحد بيحاول يقنع اللى واقف جنبه بعبقريته و نظرته السياسية
و بمناسبة الموضوع ده كان اطرف ما حدث ان تجرأ احدهم و اعلن وسط هذه الجنة التى
تميل بوضوح لايمن نور انه سيرشح مبارك و طبعا بدأ الكل فى توجيه الاتهامات و نعته بالعميل و الخائن - قال يعنى احنا مش بنايده بقالنا اربع دورات - المهم لحد ما واحد قام قايلهم سكوت يا جماعة الراجل حر يعبر عن رايه ما دام مقتنع به
لحد هنا و قلت يا سلااام عداك العيب لكن لحظة و عرفت انه من مرضى جنون السياسة
اللى انتشر فجاه ... و خدته الزعامة و قال ايه ؟؟؟ ... كل واحد يرشح اللى هو عايزه ... ارفع راسك يا اخى لقد مضى عهد الاستبداد
طبعا انا فطست من الضحك و قلتله مضى هو ايه اللى مضى ده بيبدأ .. و هوووب لقيت نفسى خاين و عميل .. لكن الحمد لله ان الموضوع مطولش
المهم حاولت افسر الموضوع ملقيتش غير انى بكلامى ده نزعت الاحلام الورديه عن الناس
البسيطة ديه عشان كده زعلوا
المهم يعدى الوقت و اوصل لاول الطابور - اخييييرا - و كان جنبى اول الطابور النسائى و قدامى العسكرى الغلبان اللى شكله طالع عينه يا عينى من سته الصبح و الساعة وقتها كانت تسعة بالليل .. المهم الراجل العسكرى واقف عادى بيحاول يمنع حد من الدخول فى غير دوره و طبعا محاولات فاشله و فجأه و بدون مقدمات اجد السيدة اللى جنبى تنظر للعسكرى باشمئزاز واضح و تقوله
اوعى تلمسنى ... متقربش منى .. انتو عايزين منى ايه ... انا هوديكو فى داهيه
و الرجل الغلبان اتخض و قالها يا مدام محدش كلمك انا بعيد عنك اهوه و كعادتى السخيفة
قلتلها يا مدام محدش قربلك و على فكرة محدش بيصور
يا نهار اسود للدرجة دى الناس اتجننت .. كله بقى بالحالة دى والله عال عال عال ... ده اكيد كبت بس و الله جميل ان ده موجود يمكن موجود بشكل كاريكاتورى و مدعى لكن هينضج و يتحول لوعى مش ادعاء .. و على ما ينضج ادينا قاعدين