Monday, January 30, 2006

قطع مكسورة تكتب عن نفسها


بحكم العادة اكتب هذه المرة حتى لاينتابنى الاحساس بالفتور او عدم الجدوى
---------------------------------------------------------------------------
اكتشفت مؤخرا .. قد يكون بالامس فقط انى لم اعد قادرا على ان اتكلم عن الحب مع اى شخص ايا كان حتى لو كان هذا الشخص هو التجسيد الحى لكيوبيد على الارض
اكتشفت متأخرا .. و قد يكون بالامس فقط ايضا انى لم اعد قادرا على الكتابة الا عن الحب .. الحب باى حال من الاحوال .. حتى و ان لم اكتب عن الحب كموتيف او موضوع رئيسى يعنى فان الحب يتسلل الى كتاباتى و ينفذ الى السطور شئت ام ابيت

لم اعد قادرا على فهم هذه الشيزوفرينيا المضحكة بل و المخجلة و قد نضيف صفة اخرى و هى المخذلة

الغريب فى الموضوع ان قصص الحب اصبحت تصيبنى بالغثيان و بالملل و تضفى على احساس التكرار و التشابة و لكن فى الوقت ذاته اعلم اننى فى المساء سأمسك بورقة و قلم او كيبورد و منويتور لاسجل سطورا اخرى عن الحب قد تصير سطورا جيدة و لكنها فى الاصل نسخة مستهلكة و مكررة و منهكة من نسخ الكتابة عن الحب


عندما انظر خلفى ( استعارة مكنية ) .. اجد ان الجميع ما زالوا يسعون نحو الفوز بقصة حب جديدة .. الحقيقة لم اعد اهتم بذلك .. الحقيقة انى لم اعد اهتم على الاطلاق و هنا نقطة تحول

-------- ما بعد النقطة :-

عندما افتش فى ادراجى القديمة اجد اشياءا لم اعد اعى معنى لوجودها بعد كل هذا الوقت هنا فى حجرتى ... اشياءا كنت حريصا على ابقاءها هنا طوال الوقت كما كنت حريصا على اخفاءها عن اعين المتطفلين

منذ فترة عندما كنت امر بلحظة اكتئاب او احباط او قد نضيف مللا .. كنت الجأ لهذة الادراج لاخرج بعض الاوراق و الصور و القطع المكسورة و اجلس معها لاسترجع من كل ورقة او صورة او قطعة احساسا مبهما يولد متعة ما تماما عندما تزور مدرستك القديمة
و لكن الان لم اعد اكترث كثيرا

الحقيقة انى اكتشفت مؤخرا ان المساحة التى تشغلها اشياءى الجديدة اصبحت تطغى على مساحة اشياءى القديمة و ان كل ما هو قديم ينقرض من حياتى اصبحت اشعر ان هناك ميلادا جديدا يحدث
اعلم ان القديم يبلى و لكنه هنا ينقرض

بدأت أشعر أن ثمة شخص اخر هنا غيرى شخصا لا يبالى تماما بالشخص الذى ادى باخلاص مهمته على طوال هذة السنوات محققا نجاحات لا بأس بها و اخفاقات لا حصر لها
اصبح داخلى شخصا اخر اكثر أنانية يفرض نفسه بقوة يصدر فرمانات لتقييد كل ما هو متعلق بالشخص القديم
لم يعد يسمع فيروز
يتخلى عن قصة حبه بسهولة القاءة لغلاف شيكولاته مورو
لم يعد يأكل مورو
قرار بتغير المقهى الذى ظل يستضيفنى على مدار سبع سنوات حاملا معه ذكريات طائلة
لم يعد متحمسا
و هنا نقطة هامة تستحق ان تكون بين قوسين

----- ما بين القوسين :

الشخص القديم الذى كان يتولى مسئولية ان يكون العبد لله .. كان دوما متحمسا تستطيع ان تقنعه بسهوله ان يترك فراشه فى برد الشتاء و تعب الليل لكى يركب قطارا يبعده عن بيته مئات الاميال فقط للحصول على شرف مغامرة جديدة .. كان يمكنه ان يفعل كل شىء فى نفس الوقت بنفس القدر من الحماس للحصول على شرف المغامرة

----- جملة اعتراضية
الشخص الكابس على نفس الشخص القديم صار عجوزا فى حركته و احلامه و حماسه و لكنه حتى الان لم يستطيع ان يقتل فى داخلى الشخص القديم

---عودة للبوست

بعد تفكير شبة عميق و لكنه ليس عميقا على الاطلاق اكتشف ان الموضوع كله موضوع ثقة .. اكيد الشخص القديم ده فقد الثقة فى نفسه فلقد زج بنفسه فى قصة حب لم يستطع ان يصل بها لشاطىء
و بسبب حماسه فتح و بارادته مساحات كثيرة متباينة تماما لم يستطع بقدرته كبنى ادم عادى ان يغطيها فاحتاج لشخص اخر سوبر يجعله يلحق باى حلم من احلامة المتناثرة هنا و هناك
و لكن الشخص السوبر لم يكن سوى مرحلة انتقاليه لتسلم زمام الامور للشخص الجديد بكل فتورة و روتينه و ملله بكل افكارة التقليدية

مؤخرا و متأخرا فقط فهمت لماذا يندهش منى الاصدقاء منذ فترة و يصرون انى تغيرت و لم اعد ابعث البهجة لهم وألفها لهم فى بوكية ابتسامات
لم اعد قادرا ان اقنعهم بضرورة الحلم و جدواه و بضرورة ان يحيا الانسان غير تقليدى و كل هذا الهراء
--------------
ما بعد البوست :-
بعد ان قرأت ما كتبت مرة اخرى جاءنى احساس بان ما حدث لى هو ما حدث لابى و ابيك و عمى و عمك و كل هؤلاء التقليديين المنتشرين فى مجتمعنا .. كلهم فقدوا حلمهم فى الاضافة او التميز فصاروا روتينيين

انا لست حزينا كما يبدو انا سعيدا ايضا و لكنى اكره الروتين بجنون تماما كنكته الاعمى الذى يخاف من الضلمة
و عادة الاعمى الذى يخاف من الضلمة بيفتح و لذلك فلاعتبر تلك الفترة هدنة من الاحلام و شرف المغامرة... و بعد فترة سأعيد ترتيب كل اوراقى و صورى و قطعى المكسورة




Monday, January 16, 2006

توازى



عندما كنت صغيرا ( مش اوى يعنى ) كنت أحب شكل الخطوط المتوازية تلك الخطوط المستقيمة التى تمتد على نفس الاتجاه الى مالا نهاية و كلا منها له خصائص الاخر ... فلو انحنى احدهما او غير اتجاهه فعلى الاخر ان يقوم ايضا بالانحناء او تغيير الاتجاه ليكون عاى نفس التوازى

عندما صرت كبيرا ( مش اوى برضه ) رسمت لنفسى خطا مستقيما أسير عليه فى حياتى .. و اتهمنى البعض انى مجنون او غريب الاطوار خاصة لانى كنت أتعمد افساد الكثير من علاقاتى بأصدقائى و لم أكن أحتفظ الا بالقليل منها .
فأنا بطبعى أكره الصخب و الضوضاء و التطفل ... و أحب أن اسيرمع صديق أو صديقين على الاكثر مقلدا بذلك نظريتى التى تعلمتها فى الصغر .. نظرية الخطوط المستقيمة .. التى تنحنى مع انحناء صديقاتها و تستقيم مع استقامتها ... ركز بقى مش كل شوية هفكرك

لهذا فان أجمل الصداقات التى مررت بها فى حياتى هى التى ظلت على تلك الهيئة و لكن ما كان يفسد بعض الصداقات الاخرى كان شيئا من اثنين

أولهما .. عدم التوافق عند تغيير الاتجاهات فتجد نفسك منتظرا لصديقك ان يتغير معك و لكنه يفاجئك باتخاذ الاتجاه الاخر و المعاكس فلا تصيرا متوازيان و طبعا بالتطبيق على نظريتى و على كل قواعد الهندسة و حساب المثلثات و الجبر و الحساب فانكما ابدا لن تلتقيان مرة اخرى و للابد او الى مالانهاية

اما السبب الاخر فى فشل علاقات الصداقة الاخرى فكان الرغبة فى التقاطع او التداخل .
و هو ايضا شىء مستحيل فى قانون التوازى الذى اتخذته لنفسى كقاعدة لتكوين صداقاتى .. فقانون التوازى مريح جدا للطرفين فيمنح لكل صديق الحق فى ان يسير مع الاخر فى جميع الاتجاهات و لكنه يمنع التطفل او التقاطع ... بمعنى انه يمنع ان تأخذ مكانى أو تتدخل فى حياتى فى منطقة محظورة فتتورط فى ان تجعل الخطان المستقيمان يلتقيا و يصيرا متقاطعان كحرف اكس فى الانجليزية مما يجعلهما و بنفس المنطق لن يلتقيا مرة اخرى

أما فى الحب ( واخد بالك من الحتة الرومانسية دى ههههه ) فوجدت

انى اكتشفت ان ما يحدث هو العكس تماما ( ابسلوتلى ديفرنت ) .. فقانون التوازى كان يجعلنى سعيدا و لكنه كان يجعل الطرف الاخر غاضبا بصفة دائمة فهو يرغب فى كسر التوازى و يرغب فى التداخل و التقاطع بحكم انه لمؤاخذة يعنى النص التانى .... و هو الشىء الذى يجب ان اعترف صاغرا انه من حقه و لكنى اكره ان يدخل احد فى خطى المستقيم حتى لو بدعوى انه يحبنى اى تحت مبدأ الحب

و لكنى افضل حب اخر ... انا لا اريد حبا يفرض تدخل و تطفل على حياتى .. و لكنى انتظر ان تأتى هى ( او علها اتت و لم ارها او رأيتها و عملت نفسى مش واخد بالى ) فتأخذنى الى نفس الموجة التابعة لها فأتغير من قوانين الرياضيات الى قوانين الطبيعة

هه بس خلاص





Friday, January 06, 2006

ماستر سين




-1-
مروحة سقف و حجرة تضم ثلاث اصدقاء ... ابدأ الكلام محاولا الفلسفة فأقول : الانسان يحيا بقدر ما يعرف فيرد صديقى بل يحيا بقدر ما يجرب

اما الثالث فيردد بصوته الهادىء بل الانسان يحيا بقدر ما يشعر .... فنصمت

_______________________________________________

-2-
مطر ... كورنيش ... دقات ساعة .. دقات قلب .. المزيد من الانتظار و لا يأتى أحد .. تشعر بالبرد يتسلل الى اطرافها و لايقلل منه سوى دمعة ساخنة تنفلت من عينيها

فجأة
يد تحتتضن كفها .. اتأخرت عليكى؟ صوت محبب اليها ... فتنسى كل اللحظات التى اضطربت فيها و ساورها القلق ... بسمة تجاهد للوصول لشفتيها فى وسط هذا الاضطراب الواضح
هى : كنت فاكراك مش هتيجى
هو: انا مقدرش
هى : بحبك
هو : بحبك
هى فى المقابلة التالية تخاف ايضا الا يأتى و هكذا
النـــــــــهايــــــــة
________________________________________

كل منا يحلم بفارس ينقذه ... و القسوة التى دوما يمارسها هذا الفارس انه لا يأتى الا متأخرا و احيانا لا يأتى

-3-

أجلس على المقهى .. ملل . وحده الملل معى على المقهى ... أرشف من كوب الشاى و أفكر بجدية فى العودة للتدخين ثم أنتزع الفكرة من رأسى .. المزيد من رشفات الشاى و مسح متواصل لزجاج النظارة
على الناحية الاخرى ( ضرورة سينمائية ) من الشارع رجل عجوز .. تبدو عيناه ( على الرغم من المسافة ) تحمل من الحزن ما يرهقنى انا شخصيا

فجأة
تأتى عيناه فى عينى .. أتصور للحظة ان عينيه قد قفزتا من الفرحة و غاب عنها الحزن .. يتكىء على عصاه العجوز ايضا ..يعبر الشارع بحماس يليق برجل فى السبعين على اقل تقديريكاد يصدم بسيارة مرة او مرتين .. يسعل ... مهرولا نحوى!! .. ابتسامته تزداد اتساعا لتكشف عن سنة وحيدة تبقت بفكه السفلى بدت كاخر امل له .. يخرج من جلبابه اوراقا صفراء
يصل الى .. يحدق ..
هو : سعادة البيه كده تسيبنى دايخ عليك معلش اخيرا لقيتك .. عملتلى ايه يا بيه فى ال...
انا : انت بتكلمنى انا يا حاج
هو : يحدق اكثر ... تختفى ابتسامته .. و تختفى سنته الوحيدة ... تتضح تجاعيد حفرها الزمن على وجهه تلمع دمعة على خده ... يقول لمؤاخذة يا بنى اصلك شبه البيه ابن البيه شبهك كده الخالق الناطق.. ادينى مستنيه انا و بنتى اكتر من شهر و نص .. متعود يقعد هنا برضه

و يرحل فى بطء و هو يجر جسده كأنه يثقله و يذوب فى الزحام كعادة كل العجائز

أتجاهل الامر للحظة ثم يدور المشهد فى رأسى مرة اخرى أتخيل عذاب هذا الرجل .. اتخيل فرحته عندما رانى و اعتقد ان مشكلته التى لم يفصح لى عنها قد تم حلها ثم يخيب امله
بالتاكيد فرحته كانت قويه و لهذا اشفق عليه من فرط صدمته و حزنه .. احساس اشبه بقانون ان كل فعل له رد فعل مساو له فى المقدار و للاسف مضاد له فى الاتجاه

تبا .. تبا لهذا البيه ابن البيه .. لماذا ا لا ينهى الام هذا الرجل حتى لو لم يحل مشكلته لماذا يضيف الى ألمه ألم الانتظار

اتذكر منظر تجاعيد وجهه

النــــهايـــــــة

_____

أخاف ان تزيدينى همومى تجاعيدا اخرى