Friday, February 24, 2006

طواحين الهواء تفرض نفسها



نقطة حزن وحيدة فى بحر من الحب قد تجرح امواجه و تثير القلق فى مراكبه الشراعية الهادئة
نقطة من القلق فى بحر من الامان قد تدفعك للاضطراب و عدم القدرة على الاختيار

فانت عندما تريد ان تجتاز شيئا ما يجب ان تتذكر انك قد تترك ورائك اشيائك الاخرى فلا اجتياز دون خسارة
فد تخسر ذكرى او صديقا او بسمة او ....... و لكنك عندما تقرر ان تجتاز شيئا ما من حياتك و تعبر نحو شاطىء اخر يجب ان تقرر كذلك انك لن تعود لتلقى نظرة على الضفة الاخرى بكل ما لك فيها
السبب ببساطة انك قررت العبور الى نقطة اخرى من حياتك


عندما افكر قليلا فى الخسارات التى خسرتها فى حياتى ذات السنوات القليلة نسبيا اندهش لكل هذه الخسارة

المشكلة ان فكرة المكسب لم تكن تعنينى على الاطلاق فى الفترة الماضية و لكنها بدأت تطرح نفسها بقوة فى الفترة الماضية كنوع من محاسبة النفس او تحديد المواقف

حقا خسرت اشياءا كثيرة كانت تحمل عنوانين سعادتى و اشياءا اخرى كنت احمل عنواين سعادتها
مع تسارع ايقاع الحياة و ازدياد اختيارتها .. تاهت العنواين فاختفت وجوه و تلاشت اخرى و شوه بعضها
و ظهرت وجوه جديدة


لم يعد هناك مفرا من التراجع .... احيانا كثيرة يكون الاستمرار فى الحرب الخاسرة هو الحل الامثل
لان التراجع قد يهدم ما نتراجع اليه

من يتراجع فى الحرب يعلم تماما ان ورائه قلعة حصينه يختبىء بها

و لكنى لا املك هذه القلعة فانا خضت الحرب بحثا عن قلعة لى ...

عندما اضع خريطة حياتى امامى فارى جنرالات الفشل يتقدمون نحوى بسرعة مذهلة يحيطون باسوارى الضعيفة فلا اجد نفسى سوى جنرال خاسر و لكنه لا يقبل الفشل فيأمر باخراج كل احتياطى الاحلام لمواجهة فكرة الفشل

تتساقط الاحلام واحدا تلو الاخر دفاعا عن جنرال خائف من مواجهة الفشل ... جنرال استهلك نجاحاته السابقة فصار يبحث عن نجاح جديد هذا هو طابع المحاربين العظام لا يقتنعون ابدا بنجاح بل يبحثون عن انتصار تلو انتصار و لكن الكارثة تقع عندما يكتشفوا انهم اصبحوا على بعد اميال من موطنهم و اهلهم و اصدقائهم و حياتهم البدائية البسيطة

فيهرع الجنرال الى خريطته التى تزداد قطعة تلو القطعة فيفاجىء باستحاله التراجع للوطن و السبب هو ما حققه من انتصارات

القرار العسكرى السليم هنا هو طلب الهدنة و التوقف عن الخوض فى المعارك و لكن طبيعة المعركة ضد ذلك فالمعارك مستمرة رغم انف الجميع و التوقف لحظة يعنى الخسارة فالحياة اصبحت تلهث
لم يتوقع احد ان البحث عن النجاح و الانتصارات سيجعل الجنرال ينظر لخريطته فيجد نفسه فى مكان غريب عنه اشخاص لا يشبهونه و لغة غير لغته و حياة غير حياته

الكل الان فى انتظار قراره ... التقدم ام التوقف

عندما اقرأ سيرة بعض المحاربين اجدهم يقتنعوا ان يقيموا لانفسهم وطنا جديدا فى اخر نقطة وصلوا اليها فيتزوجوا و يتكاثروا و يعيدوا صياغة انفسهم و لكن هذا القرار ينم عن ضعف فهو يساوى الاستسلام و يعنى عدم القدرة على المواجهة
اصبح الموقف الان صعب .. فالقمة ابتعدت عن الجذر و لكنها تشتاق اليه و لكن النزول من القمة الى الجذر يعنى الانطلاق من الصفر مجددا

الملل هنا هو فقد القدرة على الاندهاش ... فانت تحارب فى معركتك بشكل روتينى فيتحول الامر بك الى فقد الرغبة نفسها فتتحول ضرباتك التى كانت باترة و ناجحة الى مجرد صد لضربات الاخرين فاصبحت الايقاعات فى ايديهم

تتساقط الاحلام من حولك حتى تصبح وحيدا ليس لديك سوى صورة مشوشة لوطنك الذى تبتعد عنه . ثمة ضحكات صافية و لكنها متقطعة .. وجوة تمر امام عينيك الزائغتين ... ذكريات

و مازلت يديك تتحرك بحركة روتينية لصد ضربات الاخرين و هكذا فى حلقة مفرغة


Friday, February 17, 2006

العلاج الصينى للاكتئاب .. قربى يا مدام



الليلة عيد و العريس هيتجوز
و مادام العريس هيتجوز تبقى العروسة هتتجوز

مش عارف ليه انا سعيد قوى اليومين دول .. رغم انى كنت بمر من ايام قليلة بس بحالة نفسية سيئة ... جربت كل ادوية الاكتئاب البلدى طبعا او بلاش نسميها البدى انا سمتها العلاج الصينى للاكتئاب و طبعا العلاج الصينى ده من اختراعى يعنى تقليد تخيل بقى صينى و كمان تقليد

لكن الحقيقة العلاج جاب نتيجة و طبعا انا دلوقتى شايف عنيكو هتنط من مكانها عشان تعرف العلاج الصينى بتاعى ضد الاكتئاب لكن مكانش انعذر مش هينفع دى اسرار عظمى
و لكن اهم قاعدة فى قواعد العلاج هى انك تقتنع انك تحت العلاج و ده يديك احساس بانك فعلا عايز تقضى على الاكتئاب فتبدأ تسخر كل حاجة بتعملها انها تكون ضمن العلاج
مش فاهم ؟ افهمك
يعنى مثلا انت كل يوم الصبح متعود تشرب كوباية الشاى بتاعتك كده عادى .. لا انت المفروض تشربها على انها موصوفالك فى العلاج الصينى يعنى كأن كوباية الشاى دى هتنقذك من الاكتئاب فتبدأ تديها اهمية انت مكنتش تعرفها .. فعلا كوباية الشاى دى هى بداية يومك لازم تهتم بيها اكتر يعنى مثلا تخصص لها مج او فنجان معين و تغسله بنفسك و تختار مكان معين لشربها و هكذا

بالقياس على كده هتلاقى نفسك تحت اسم العلاج الصينى للاكتئاب بتهتم فى حياتك بحاجات انت مكنتش واخد بالك منها و هتلاقى نفسك بتتصل بناس كنت نسيت انهم فى حياتك ... صحاب قدام معارف فهيحصل شىء لذيذ قوى هو انك هتعيد استكشاف نفسك ... و قف قرايه هنا و فكر فى الكلام .... فكرت و لا نصبت عليا

دلوقتى كمل

المشكلة ان احنا بنعيش كل يوم من غير منعيد ترتيب انفسنا من الداخل فبتوه مننا حاجات و ناس و بتضيع مشاعر .. لكن الحقيقة ان كل اللى تاه و اللى ضاع لسه جوانا بس مختفى و تايه فبنحس ان احنا ناقصنا حاجة

انا شخصيا الفترة اللى فاتت كنت تحت العلاج الصينى و استعدت شكل حياتى مرة تانية و مبسوط جدا اليومين دول و عايش فى حالة نفسية جيدة و حاسس انى متصالح مع نفسى ( اقرا البوست الماضى ) و بستغل فرصة ان الحياة ايقاعها بطىء معايا اليومين دول و بتحكم انا فى ايقاعى


على فكرة بقية قواعد العلاج يضعها كل شخص لنفسه .. لان العلاج الصينى ما هو الا رغبتك فى القضاء على الاكتئاب يعنى تحفيز للمناعة
---------------------------

ما بعد العلاج

المشكلة ان العلاج ينتهى دائما و تنقطع صلتك بزجاجة الدواء الوهمية التى افترضت انى اتناولها فتبقى المشكلة الاكبر و هى ان تواجة الواقع الذى تهربت منه بحجة العلاج .. لان ذلك سيكون اختبار حقيقى لقدرتى على التحكم فى ارادتى التى اصبحت الامل الاخير للقضاء على الاكتئاب ..... ربنا يستر و متحصلش نكسة


Thursday, February 09, 2006

اعتذر عن الاستمرار فى اللعب



ليس الحل دائما فى مستوى النظر

كل ما اريده هذه الايام بعض الهدوء و الاتزان بعض الاستقرار فى العلاقات البشريه لماذا يصر كل من حولى ان يتقدموا خطوة للامام الان .. لماذا لا نقف بعض الوقت امام ما حققناه لنستمتع و لندع الخطوات الاتيه تبحث عن نفسها


لماذا يصر الجميع من حولى على لعبة الكراسى الموسيقية فيحرص كل منهم على تغير ادواره .. فلندع الادوار تبحث عن اصحابها

الرجاء الوحيد هو ان يقتنع كل من حولى انى بحاجة الى النوم الان فلا يزعجنى احدهم لان فى حياتى بعض الاحلام التى اريد ان استمتع بها فليرحل من يريد ان يهرول وراء السراب انا منتظر هنا مع لحظاتى التى لن ادعها تفلت دون ان استمتع بها

ارجو الا يندموا عندما يكتشفوا فى النهايه انهم زاروا محطات اكثر منى و لكنهم لم يزوروا مدنها
الحقيقة يكفينى مدينتين او ثلاث اعرفهم و اتجول فيهم بحرية عن مدن انا فيها عابر سبيل
اصدقائى يا من تبحثون عن تغيير الادوار و تبادل الكراسى الموسيقية

انا احقق ذاتى و سعيد

لن ادعوا احد للبقاء مادام يريد عبور النهر دون ان يرشف من ماءه العذب حتى لو كنتم تبحثون عن كنوز ما وراء النهر فانا يكفينى شرفة الماء فهناك بالطبع كنوزا اخرى فى انتظارى فى مكان ما