نقطة حزن وحيدة فى بحر من الحب قد تجرح امواجه و تثير القلق فى مراكبه الشراعية الهادئة
نقطة من القلق فى بحر من الامان قد تدفعك للاضطراب و عدم القدرة على الاختيار
فانت عندما تريد ان تجتاز شيئا ما يجب ان تتذكر انك قد تترك ورائك اشيائك الاخرى فلا اجتياز دون خسارة
فد تخسر ذكرى او صديقا او بسمة او ....... و لكنك عندما تقرر ان تجتاز شيئا ما من حياتك و تعبر نحو شاطىء اخر يجب ان تقرر كذلك انك لن تعود لتلقى نظرة على الضفة الاخرى بكل ما لك فيها
السبب ببساطة انك قررت العبور الى نقطة اخرى من حياتك
عندما افكر قليلا فى الخسارات التى خسرتها فى حياتى ذات السنوات القليلة نسبيا اندهش لكل هذه الخسارة
المشكلة ان فكرة المكسب لم تكن تعنينى على الاطلاق فى الفترة الماضية و لكنها بدأت تطرح نفسها بقوة فى الفترة الماضية كنوع من محاسبة النفس او تحديد المواقف
حقا خسرت اشياءا كثيرة كانت تحمل عنوانين سعادتى و اشياءا اخرى كنت احمل عنواين سعادتها
مع تسارع ايقاع الحياة و ازدياد اختيارتها .. تاهت العنواين فاختفت وجوه و تلاشت اخرى و شوه بعضها
و ظهرت وجوه جديدة
لم يعد هناك مفرا من التراجع .... احيانا كثيرة يكون الاستمرار فى الحرب الخاسرة هو الحل الامثل
لان التراجع قد يهدم ما نتراجع اليه
من يتراجع فى الحرب يعلم تماما ان ورائه قلعة حصينه يختبىء بها
و لكنى لا املك هذه القلعة فانا خضت الحرب بحثا عن قلعة لى ...
عندما اضع خريطة حياتى امامى فارى جنرالات الفشل يتقدمون نحوى بسرعة مذهلة يحيطون باسوارى الضعيفة فلا اجد نفسى سوى جنرال خاسر و لكنه لا يقبل الفشل فيأمر باخراج كل احتياطى الاحلام لمواجهة فكرة الفشل
تتساقط الاحلام واحدا تلو الاخر دفاعا عن جنرال خائف من مواجهة الفشل ... جنرال استهلك نجاحاته السابقة فصار يبحث عن نجاح جديد هذا هو طابع المحاربين العظام لا يقتنعون ابدا بنجاح بل يبحثون عن انتصار تلو انتصار و لكن الكارثة تقع عندما يكتشفوا انهم اصبحوا على بعد اميال من موطنهم و اهلهم و اصدقائهم و حياتهم البدائية البسيطة
فيهرع الجنرال الى خريطته التى تزداد قطعة تلو القطعة فيفاجىء باستحاله التراجع للوطن و السبب هو ما حققه من انتصارات
القرار العسكرى السليم هنا هو طلب الهدنة و التوقف عن الخوض فى المعارك و لكن طبيعة المعركة ضد ذلك فالمعارك مستمرة رغم انف الجميع و التوقف لحظة يعنى الخسارة فالحياة اصبحت تلهث
لم يتوقع احد ان البحث عن النجاح و الانتصارات سيجعل الجنرال ينظر لخريطته فيجد نفسه فى مكان غريب عنه اشخاص لا يشبهونه و لغة غير لغته و حياة غير حياته
الكل الان فى انتظار قراره ... التقدم ام التوقف
عندما اقرأ سيرة بعض المحاربين اجدهم يقتنعوا ان يقيموا لانفسهم وطنا جديدا فى اخر نقطة وصلوا اليها فيتزوجوا و يتكاثروا و يعيدوا صياغة انفسهم و لكن هذا القرار ينم عن ضعف فهو يساوى الاستسلام و يعنى عدم القدرة على المواجهة
اصبح الموقف الان صعب .. فالقمة ابتعدت عن الجذر و لكنها تشتاق اليه و لكن النزول من القمة الى الجذر يعنى الانطلاق من الصفر مجددا
الملل هنا هو فقد القدرة على الاندهاش ... فانت تحارب فى معركتك بشكل روتينى فيتحول الامر بك الى فقد الرغبة نفسها فتتحول ضرباتك التى كانت باترة و ناجحة الى مجرد صد لضربات الاخرين فاصبحت الايقاعات فى ايديهم
تتساقط الاحلام من حولك حتى تصبح وحيدا ليس لديك سوى صورة مشوشة لوطنك الذى تبتعد عنه . ثمة ضحكات صافية و لكنها متقطعة .. وجوة تمر امام عينيك الزائغتين ... ذكريات
و مازلت يديك تتحرك بحركة روتينية لصد ضربات الاخرين و هكذا فى حلقة مفرغة