مفاجأة
.. لم أعد قادرا على الثرثرة .. لم أعد قادرا على التفاعل او الانفعال
نتيجة .. لم يعد هناك مجالا اخر لكى ينطلق فيه حلم أو تولد فيه فكرة
لم يعد هناك مساحات للفرح أو للحزن
تشخيص .. الأمر يبدو موتا اكلينيكيا
ملاحظات .. هو ليس كذلك
سبب المرض .. الافراط فى التفاؤل و التسامح مع تناول جرعات زائدة من الأمل و النتيجة هى أن يتحول السراب الى واقع تعيشه
حكمة .. الأغبياء فقط هم من يشربون الماء دون التفكير فى المنبع
جزء محذوف من الحكمة .. ليس كل الماء عذبا
----------------------------------------------------------------------
تصور .. هل هناك من الأساطير او الميثولوجيا بجميع لهجاتها ما يقارن حالة شخص أعد حياته كلها لشىء واحد ..يكبر هذا الشىء يوما بعد يوم أمام عينيه .. فيفرح .. يأمل .. يحلم فيصدق حلمه و يبرهنه بالأمل .. تتضح معالم الشىء رويدا رويدا .. فاذا به يظن أنه حلمه يتجسد.. فاذا بالنهاية مؤلمة و محطمة .. لا بل قل قاطعة
ما النهاية؟ فلأدع لك تصور النهاية .. قد يكون الشىء الذى ظل يحلم به قد تحول الى مسخ فالتهم صاحبه .. اراهن أن هناك من وضع تلك النهاية للقصة السابقة و لكنها للأسف ليست نهايتنا .. قد يتصور البعض الاخر ان النهاية أن ذلك الشىء قد أنهارتماما ... نعم بعد وصوله الى الذروة يقف ذلك الشخص يتأمله سعيدا بتحقق حلمه اخيرا ثم .. بلقطة زووم اوت اذا بالشىء ينهار .. نهاية مؤلمة حقا خاصة لو اضيف لها لقطة كلوز للشخص ذاته
قد يكون البعض وضع تلك النهاية ايضا
و لكن هل تصور أحدكم نهاية اخرى .. اذن فالنهاية التى سأذكرها غير النهايتين السابقتين فهما لا يحققا العذاب المطلوب لهذا الشخص .. قد يتهمنى البعض اننى سادى و لكن هذا ليس طلبى الشخصى بالعكس فأنا متعاطف تماما معه و لكن جو الميثولوجيا و الاسطورة يتتطلب ذلك النهاية يجب أن تحمل عذابا ما مثل عذاب الصخرة و الجبل .. أذكرك .. حاضر ... رجل قدره حمل صخرة لأعلى جبل كلما يصل للقمة تقع الصخرة فيعود أدراجه لحملها و هكذا... عذاب يليق بأسطورة
اذن نحن أمام مشكلة ما هى النهاية لشخص وضع كل طاقته و حلمه و أفكاره و حياته لخدمة شىء واحد
لحظة .. قبل أن نضع النهاية فلنراجع القصة و نضع بعض الشروط
مبدئيا النهايتان السابق ذكرهما محذوفتان لركاكتهما .. أما القصة فهى تدور حول شخص طيب القلب له قلب شقاؤه أنه وفى و له عقل عذابه أنه لا يكف عن التفكير .. له مشاعر خضراء همها أنها لم تجد من يستحقها
تمنى هذا الشخص أن يلمس السماء فعجز .. تمنى أن يخاطب القمر ففشل .. فبدأت أحلامه تصغر .. تمنى لو أحب فتاة و لكنه لم يجد من تلائمه حتى لو أحبه احداهن .. فبدأت أحلامه تصغر ... تمنى لو صار مشهورا فاكتشف أن الثمن أغلى مما يملك و النتيجة اقل مما تصور.. تمنى لو ملك مالا فاكتشف أن أوراق اللعبة ليست فى يديه
تمنى لو أصبح حرا حرية طائر فاكتشف أن التحليق ليس من سماته
ظلت أحلامه تصغر شيئا فشيئا .. أخذ يفكر .. و يفكر حتى جاء فى ذهنه شيئا ما .. نعم هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن يقوم به.. اخيرا سينجح ... حشد كل طاقته و ذهنه و أعصابه و دموعه و عقله و مشاعره ووجدانه لهذا الشىء ... أيام شهور .. حتى جاء الوقت و أنجز الشىء
و هنا بداية النهاية
نزل الى المدينة لينادى أهلها و هو سعيد .. قول فرحاااااااان .. لأول مرة فرحان أول مرة يفرح حاسس أنه ناجح هيه هييييييه يا ناس تعالوا شوفوا اللى أنا عملته الشىء اهوه اهوه ياهووووووو
يالا نرفع الستار عن الشىء عشان الناس تشوفه و يحس أنه ناجح و حقق حلمه هو اه حلم صغير بس المقاسات الاكبر خدها الناس اللى اكبر
يالا توقع النهاية كفاية ملل عايزين نهاية مثيرة عشان الناس تنبسط اللى عايز يشمت و اللى عايز يتشفى حتى لو ميعرفش الشخص
بسيطة النهاية سهلة متتعبش نفسك لا هيتحول الشىء لمسخ و لا ينهار ببساطة ههههه هيتشرخ ... شفت ازاى ... اه يتشرخ بالظبط كده ... الشىء فعلا كان جميل جميل قوى .. لكن يتشرخ .. بقى محدش شايف جماله غيره.. كله مركز فى الشرخ
النهاية دى عذابها أكبر ... لأن الشىء منهارش ده موجود الناس شايفاه .. لكن مشروخ .. صاحبنا عمال يصرخ و يقول لا لاااااااا ده جميل قوى حتى شوفوا
لكن الحقيقة انه مشروخ .. مشروخ .. و من ساعتها و الشخص مش قادر ينسى شكل الشرخ و الحلم عمال يصغر و يصغر لغاية ما بقى قد بؤرة الشرخ
ههههه بس خلااااااااااااااااااااااااااااااص و دمتم
>