عديدة هى المرات التى تمنحك فيها الحياة الفرصة لكى تولد من جديد .... و لكنها الحياة مصرة على ان تعيد احداثها بكل تفاصيل الفشل السابق .. تحاول و تفشل ... تحاول وتفشل .. تحلم و تحبط .. تحلم و تحبط !!! ... فتشعر بالحياة تنظر اليك بشماتة لا بأس بها و كأنها تقول لك باصرارها المعتاد .. فلتبق كما انت .. مهما تغيرت الظروف و الاماكن و الاحلام و الاشكال
انا .. و .. دائما !!! ... أبحث فى عيون الاصدقاء عن حضن معنوى يحتوى ضعفى .. مشكلتى ان ضعفى ليس الضعف بعينه .. ضعفى اننى قوى لا اقبل الهزيمة و أرضى .. أحلامى لا تأتى الا متوهجة لكنها فى وسط حياة رتيبة .. و طموحاتى واسعة فى ظل فرص لا تأتى الا على مقاس افراد بعينهم
أضعف .. عندما أرى نفسى و انا أهزم كل يوم مائة مرة .. و مازلت أعلم انى قوى .. هذا هو ضعفى
تتشابة الأيام .. كم ضاع من احلامى .. و لكن ما من حلم يضيع الا و قد ترك ورائه ورقة قديمة .. أو صورة حزينة .. دوما هناك بقايا للاشياء تزدحم فى درج مكتبك
تزداد علاقتى و تتوثق مع الماضى .. رغما عنى .. أصبحت أملك أرشيفا معنويا لا بأس به .. و مكونات أرشيف مادى تنافس أى أرشيف يحترم نفسه
أشعر بفوبيا .. لماذا لا استطيع ان اتخلص من اوراقى القديمة !! .. عندما كنت صغيرا كان العام الدراسى الجديد يبدأ فاجد كراريسى الجديدة ملونة و جميلة و لكنى كنت اقف حزينا و انا اودع كراريسى القديمة
تلك اللحظات .. التى تتسلل فيها يدك الى درج المكتب فتخرج أوراق عمرك القصير الماضى .. تفرده أمامك .. تقرأه .. تشعر انك تكبر معه .. و ترى نفسك وأنت تكبر
يراودنى سؤال .. لماذا كل هذا الخوف من ضياع الماضى .. أنا اعشق كتب التاريخ- ملحوظة جديدة- ... الفوبيا تزداد ..و يبلغ الجنون ذروته .. ولع .. رغبة عارمة فى تحويل كل شىء حاضر الى ماضى
فعندما أكون مع الأصدقاء .. أحرص أن نقوم بكل ما هو جديد ...أحرص ان يجن جنوننا .. فقط لكى أستطيع ان احتفظ بتلك اللحظات كذكريات جميلة .. حتى - تخيل - لو لم استمتع بها لوقتها
أقرب صديق هو ألبوم الصور
عنما قررت ان اخرج فنا من داخلى و قمت بمشاركة فى اعمال فنية .. أحببتها حقا و لكنى كنت دائما أحولها لماضى .. كنت أبحث عن كاميرا الفيديو او الفوتوغرافيا قبل ان ابحث عن الجمهور .. هل لعدم الثقة فى الجمهور
هذا الولع بتحويل كل ما هو حادث الى بند فى c . v
أقف لاقارن تلك الفوبيا بضعفى الذى تحدثت عنه و خوفى من ضياع احلامى فأشعر لننى لم أعد قادرا على تحقيقها .. لعل ذلك ما جعلنى اتعلق بالاحلام السريعة و تضخيمها رغم بساطتها و تأريخها رغم طزاجتها
هل وصلت للدرجة اننى اقنع نفسى بقدراتى و امكانية تحقيق احلامى حتى لو كانت بسيطة و غير حقيقية
الماضى يعنى الضمان ... الشىء الوحيد الذى يتحول لرصيد .. و لكنه للاسف ليس كالمستقبل فهو غير قابل للصرف
لا احلام .. لا مستقبل
احيانا اشعر بشيخوخة لا بأس بها . عينان مرهقان .. ذاكرة حمقاء تحتاج لالبوم الصور و لا تعمل وحدها
13 comments:
ياااااااااااه ايه كل الحزن ده يابيبو
وحد الله يا عم الحاج ... احنا لسه طالعين من نكد الانتخابات وداخلين على خريف ... يعنى اول مراحل الاكتئاب الموسمى ... روق كده ربنا يكرمك.. علشان نوصل لحد الشتا بدون خساير فى الارواح ... ماشى
الماضس يعني الضمان...بس المستقبل ان شاء الله تعمل فيه كتير...بدري اوي عالشيخوخة المبكرة دي...هو المود مالو؟؟
معتقدش إنك متضايق يا بيبو لما كتبت البوست دة
أنا تقريبا أعرف نوع الموود دة.. إنت لما تقعد لوحدك كدة تفكر فى كل شئ.. وتلاقيكك بتسأل.. "ليه"!
وفجأة يجى على بالك ذكرايات الماضى كلها وتفرح رغم الهم اللى مالى القلب من جوة
ربنا معاك يا بيبو.. بس إنت عبرت عن حاجات كتير جوايا وكنت مش عارفة أقولها إزاى..
ربنا يعنا ع الحاضر والمستقبل
الموضوع جميل أوي، حسه ان فيه صدق عالي
موضوع تكرار الفشل، ثم تحول ده لفوبيا بعد كده، دي عقدة أنا كمان بعاني منها
لكن أنا عكسك في موضوع التمسك بالماضي، أنا بحب جداً اللحظات اللي بتخلص منها من حاجه كنت متعلقة فيها أو فخورة بيها في الماضي، بحس بتحرر. صحيح اني أحياناً بندم اني رميت بعض الحاجات لكن الأمر يستاهل الإحساس بالتجدد اللي بتحس بيه بعدها، جرب ف مرة هات كيس زبالة كبير، افتح درج مكتبك، واتشجع وارمي!
من الاقوال المأثورة ..قول هذا الحكيم
من بلا ماضى... فهو بلا مستقبل
أحمد شقير
أشعر بفوبيا .. لماذا لا استطيع ان اتخلص من اوراقى القديمة !! .. عندما كنت صغيرا كان العام الدراسى الجديد يبدأ فاجد كراريسى الجديدة ملونة و جميلة و لكنى كنت اقف حزينا و انا اودع كراريسى القديمة
تلك اللحظات .. التى تتسلل فيها يدك الى درج المكتب فتخرج أوراق عمرك القصير الماضى .. تفرده أمامك .. تقرأه .. تشعر انك تكبر معه .. و ترى نفسك وأنت تكبر
احيانا اشعر بشيخوخة لا بأس بها . عينان مرهقان .. ذاكرة حمقاء تحتاج لالبوم الصور و لا تعمل وحدها
----------------
!! إيه الجمال ده بس
رائع بجد
محمود زيدان : شكرا يا باشا و متقلقش انا مش مكتئب انا بس بمر بوقت مش لطيف و هيعدى .. متشكرين يا باشا
نيرو : منورة يا نيرو
بالظبط هو البتاع اللى اسمه الموود ده .. اصل انا بيجيلى موود تفكير كده بعيد فيها حسابات كتير
و بالنسبة للمستقبل فمتقلقبش انا عارف انه مشرق قووووووووووى
لست ادرى : يااااااه احساس جميل لما الواحد يحس انه مش لوحده اللى خربان ... يعنى قصدى ان حد فاهم التخريف اللى انا كتبته
بجد يا لست الواحد ساعات بيحس انه محتاج يمد ايديه جوه الزمن يجيب احاسيس وقعت منه و ناس ضاعت منه
ساعات لما الواحد بتضيع منه احلامه من غير ذنب او محاولة بيخاف من .... يوووه ما علينا انا خرجت من الموود انسى انسى
اتمنى انك تفضلى تقرى البلوجات و كفايه انك مش هتكتبى هه؟
غاده : الاول ازيك .. تقريبا ده اول تعليق ليكى هنا .. منورة معلش انتى جيتى فى وقت صعب مفيش حاجة نقدمهالك
المهم طبعا بالنسبة لكيس الزبالة فمش عارف اقولك ايه .. صعب قوى مش عشان الفوبيا والله لكن ده طابع انسانى الانسان طول عمره مشغول بالتسجيل
ابسط دليل انك مدونه بتدونى افكارك .. حد بيقرا الارشيف بتاعك .. طب تقدرى تلغيه من ع البلوج
مش عارف لكن اكيد لما ده يكون فوبيا فهنا المشكلة يا غادة ... بس سيبك من ده كله ايه رايك لو احطلك اغنية لهانى شاكر على البلوج ... هاهاهاه انا عارف انك بتموتى فيه
احمد شقير : اكيد يا باشا امال ايه ... عداك العيب و ازح
نور : بصى انا مش عارف اقولك ايه اساسا انا فرحان بمدونتك جدا و بحسها مدونة اسلوب كتابتها عالى
و متشكرين على الاطراء يا فندم
----------------------
هييييه خلصت .. ياااه من اخترع حكاية الرد على التعليقات دى
عليك نور يابيبو أوقات كتير بنحس إن الماضى ده عكازنا وضهرنا ..لكن العشق المجنون للماضى ونسيان الحاضر وتجاهل المستقبل أظن إنه حاجة ماتجيبش لقدام خالص
تتساقط منى الأحلام كثيرا , لاأعرف شهيدة أم منتحرة أو حتى مقتولة بيدى, ولكن النتيجة واحدة , انتهى الأمر و اعلنت استسلامى ضمنيا بينى وبين الحياة
موضوع جميل قوى
ايه ده ده انا مش لوحدى بقى فى الحالة ده
Post a Comment