بحكم العادة اكتب هذه المرة حتى لاينتابنى الاحساس بالفتور او عدم الجدوى
---------------------------------------------------------------------------
اكتشفت مؤخرا .. قد يكون بالامس فقط انى لم اعد قادرا على ان اتكلم عن الحب مع اى شخص ايا كان حتى لو كان هذا الشخص هو التجسيد الحى لكيوبيد على الارض
اكتشفت متأخرا .. و قد يكون بالامس فقط ايضا انى لم اعد قادرا على الكتابة الا عن الحب .. الحب باى حال من الاحوال .. حتى و ان لم اكتب عن الحب كموتيف او موضوع رئيسى يعنى فان الحب يتسلل الى كتاباتى و ينفذ الى السطور شئت ام ابيت
لم اعد قادرا على فهم هذه الشيزوفرينيا المضحكة بل و المخجلة و قد نضيف صفة اخرى و هى المخذلة
الغريب فى الموضوع ان قصص الحب اصبحت تصيبنى بالغثيان و بالملل و تضفى على احساس التكرار و التشابة و لكن فى الوقت ذاته اعلم اننى فى المساء سأمسك بورقة و قلم او كيبورد و منويتور لاسجل سطورا اخرى عن الحب قد تصير سطورا جيدة و لكنها فى الاصل نسخة مستهلكة و مكررة و منهكة من نسخ الكتابة عن الحب
عندما انظر خلفى ( استعارة مكنية ) .. اجد ان الجميع ما زالوا يسعون نحو الفوز بقصة حب جديدة .. الحقيقة لم اعد اهتم بذلك .. الحقيقة انى لم اعد اهتم على الاطلاق و هنا نقطة تحول
-------- ما بعد النقطة :-
عندما افتش فى ادراجى القديمة اجد اشياءا لم اعد اعى معنى لوجودها بعد كل هذا الوقت هنا فى حجرتى ... اشياءا كنت حريصا على ابقاءها هنا طوال الوقت كما كنت حريصا على اخفاءها عن اعين المتطفلين
منذ فترة عندما كنت امر بلحظة اكتئاب او احباط او قد نضيف مللا .. كنت الجأ لهذة الادراج لاخرج بعض الاوراق و الصور و القطع المكسورة و اجلس معها لاسترجع من كل ورقة او صورة او قطعة احساسا مبهما يولد متعة ما تماما عندما تزور مدرستك القديمة
و لكن الان لم اعد اكترث كثيرا
الحقيقة انى اكتشفت مؤخرا ان المساحة التى تشغلها اشياءى الجديدة اصبحت تطغى على مساحة اشياءى القديمة و ان كل ما هو قديم ينقرض من حياتى اصبحت اشعر ان هناك ميلادا جديدا يحدث
اعلم ان القديم يبلى و لكنه هنا ينقرض
بدأت أشعر أن ثمة شخص اخر هنا غيرى شخصا لا يبالى تماما بالشخص الذى ادى باخلاص مهمته على طوال هذة السنوات محققا نجاحات لا بأس بها و اخفاقات لا حصر لها
اصبح داخلى شخصا اخر اكثر أنانية يفرض نفسه بقوة يصدر فرمانات لتقييد كل ما هو متعلق بالشخص القديم
لم يعد يسمع فيروز
يتخلى عن قصة حبه بسهولة القاءة لغلاف شيكولاته مورو
لم يعد يأكل مورو
قرار بتغير المقهى الذى ظل يستضيفنى على مدار سبع سنوات حاملا معه ذكريات طائلة
لم يعد متحمسا
و هنا نقطة هامة تستحق ان تكون بين قوسين
----- ما بين القوسين :
الشخص القديم الذى كان يتولى مسئولية ان يكون العبد لله .. كان دوما متحمسا تستطيع ان تقنعه بسهوله ان يترك فراشه فى برد الشتاء و تعب الليل لكى يركب قطارا يبعده عن بيته مئات الاميال فقط للحصول على شرف مغامرة جديدة .. كان يمكنه ان يفعل كل شىء فى نفس الوقت بنفس القدر من الحماس للحصول على شرف المغامرة
----- جملة اعتراضية
الشخص الكابس على نفس الشخص القديم صار عجوزا فى حركته و احلامه و حماسه و لكنه حتى الان لم يستطيع ان يقتل فى داخلى الشخص القديم
---عودة للبوست
بعد تفكير شبة عميق و لكنه ليس عميقا على الاطلاق اكتشف ان الموضوع كله موضوع ثقة .. اكيد الشخص القديم ده فقد الثقة فى نفسه فلقد زج بنفسه فى قصة حب لم يستطع ان يصل بها لشاطىء
و بسبب حماسه فتح و بارادته مساحات كثيرة متباينة تماما لم يستطع بقدرته كبنى ادم عادى ان يغطيها فاحتاج لشخص اخر سوبر يجعله يلحق باى حلم من احلامة المتناثرة هنا و هناك
و لكن الشخص السوبر لم يكن سوى مرحلة انتقاليه لتسلم زمام الامور للشخص الجديد بكل فتورة و روتينه و ملله بكل افكارة التقليدية
مؤخرا و متأخرا فقط فهمت لماذا يندهش منى الاصدقاء منذ فترة و يصرون انى تغيرت و لم اعد ابعث البهجة لهم وألفها لهم فى بوكية ابتسامات
لم اعد قادرا ان اقنعهم بضرورة الحلم و جدواه و بضرورة ان يحيا الانسان غير تقليدى و كل هذا الهراء
--------------
ما بعد البوست :-
بعد ان قرأت ما كتبت مرة اخرى جاءنى احساس بان ما حدث لى هو ما حدث لابى و ابيك و عمى و عمك و كل هؤلاء التقليديين المنتشرين فى مجتمعنا .. كلهم فقدوا حلمهم فى الاضافة او التميز فصاروا روتينيين
انا لست حزينا كما يبدو انا سعيدا ايضا و لكنى اكره الروتين بجنون تماما كنكته الاعمى الذى يخاف من الضلمة
و عادة الاعمى الذى يخاف من الضلمة بيفتح و لذلك فلاعتبر تلك الفترة هدنة من الاحلام و شرف المغامرة... و بعد فترة سأعيد ترتيب كل اوراقى و صورى و قطعى المكسورة