Have a nice time

عندما أسير فى الشارع لا يمر بعقلى مطلقا أننى أقضى وقتا ثمينا و كبيرا من حياتى سائرا خاصة انى لا أمتلك سيارة .. !! .. تماما مثل عدم تفكيرك فى كم الوقت الذى تقضيه من حياتك نائما أو و لمؤاخذة فى بيت الراحة

فكل ذلك وقتا ضائعا و لكن .. مثلا أنا لا أعتبر النوم وقتا ضائعا بل بالعكس أحيانا يكون فى حد ذاته وقتا ثمينا و مستغلا أحسنها أستغلال .. و الاستثمار هنا يتمثل فى الوقت الذى يقضيه الفرد مننا وهو يحلم فهو من أمتع لحظات الحياة و هو امتع من امتعها وقت فعلا فهى متعة لا تجدها ان شالله فى دريم بارك فيمكنك ان تفعل كل شىء و اى شىء و تشعر بلذته كمان و انت منجعظ على السرير مش دارى باللى بيحصل و لا حول ليك و لا قوة
أما بالنسبة للوقت الذى يقضيه الفرد منا فى بيت الراحة فانا لا اعتبره ايضا وقتا ضائعا بشكل دائم و نهائى بل احيانا التواجد فى بيت الراحة يكون شىء مش بطال ابدا خاصة لأشخاص فى مثل مجتمعنا و شباب فى مثل ظروفنا المحبطة فمن فوائد قضاء الوقت فى بيت الراحة انه : -

يمنحك احساس بانك مازلت قادرا على ان تكون احسن
انك تستطيع ان تتخطى الكثير من الازمات الطارئة مهما كانت
انك مازلت قادرا ان تشد السيفون على اى شىء بغيض فى حياتك و تقضى عليه

أما الوقت الذى تقضيه سائرا او حتى فى مواصلة و لا سايق عربيتك ( اللهم لا حسد ) فهو وقت بلا شك ضائع من حياتك و لكنك تضيعه بشكل يومى و يمكن تعريف هذا الوقت كالاتى :-
هو الوقت الذى يقضيه الشخص مضطرا و يتوقف فيه نشاطه الايجابى بسبب رغبته فى الانتقال من مكان انتهى منه الى مكان اخر يرغب فى التواجد فيه

و فى اتجاه منى لدراسه هذا الوقت الضائع ( بما انى فاضى اساسا ) .. وجدت ان الناس يختلف استغلالها له
فمنهم من تجده يتجه فى نزعة دينيه فيقضيه مع مصحفه او سبحته و منهم من يدفن رأسه فى جريدة و يكون حريصا على الا يستطيع من يجاوره ان يحظى بنظرة الى سطور جريدته
و الغالبية فى مجتمعنا يجد ذلك الوقت فرصة لا بأس بها لكى يمنح نفسه متسعا من الوقت لممارسه رياضة التتنيح
و هى رياضة مصريه خالصة تخطت الرياضة التى تعرف باسم اليوجا .. تجعل الشخص سائرا او جالسا فى مواصلة او سائقا لسيارته و هو فى اعلى حالات البله المغولى و قد سلم امره لله فقط يسير للامام و قد علم الله وحده الى اين يسير .. فهو يسير فقط متجها لمكان ما دون ان يظهر على وجهه اى تعبير سوى التتنيح

و لو صرت مثلى ممن يتتبعون الناس اثناء سيرهم ستكتشف ان مجتمعنا قد امتلأ بالمواهب و ان برنامجا مثل ستار ميكر ينتظره نجاح منقطع النظير لو نزل الى الشارع فهناك من يقضى ذلك الوقت و قد قرر ان يدخل فى وصلة طرب لا بأس بها غير مبالى بنظرات الناس المتشككة اليه
و منهم من يقضى وقته ملتهما سيجارة تلو الاخرى . . و منهم من لاتستطيع تحديد ما يفعله فهو يسير بمنتهى السرعة حتى تكاد تحسبه يجرى و لكنه بلا شك يقضى كثيرا من وقته فى خبط الناس بلا داع و القاء كلمت سريعة خاطفة مثل سورى و لامؤاخذة و ما الى ذلك من الاعتذارات السريعة التى لا تسطيع تميزها من سرعتها

أما الموبيلات فبلا شك تلعب دورا هاما فى تقضية ذلك الوقت خاصة فى حالة انتظار شخص ما و معظم استخدام الموبيلات يكون رنات حتى بعد انتشار البيزنس و الساحر
و تأتى متابعة المزز فى مرتبة لا بأس بها بالمقارنه بالمستوى المتدنى للمزز فى الكثير من المناطق عنها فى مناطق اخرى و لهذا فهو أمر متفاوت و لكن لا يمكن اغفاله

أما الممتع فى الامر فهو انك عندما تراقب الناس التى تسير فى الشارع يمكنك تحديد بعض الحالات المزاجية هنا و هناك فبعض الاحيان عندما ترى ذلك الشخص الذى يسير بجوار الحائط تعرف انه متضايق و قرفان و حزين .. و ترى فلانه فتدرك انها فتاة مرحة خاصة عندما تراها تسير و هى تداعب الاطفال بخفة ظل . او ترى ذلك الرجل صاحب الكرش الضخم و تلحظ تلك النظرة فى عينيه فتعيد الى ذاكرتك شكل الموظف المصرى و مشاكله الدائمة اخر الشهر

أما هؤلاء اللذين سيطر شرودهم عليهم و اصبحت الكلمات تنفلت منهم اثناء سيرهم نتيجة السرحان الشديد فهم تجدهم يسيرون بجوارك و فجأه تسمع أحدهم يقول اه يا بن الكلب و تفهم بعد ذلك انه لا يقصدك بل كان يفكر بصوت عالى أو تسمع و حياة امى لوريه او منه لله المفترى او اما بت حكايه صحيح و هكذا

و تعود للبيت و قد نسيت كل هؤلاء و لكنك كنت فى تجربة مثيرة اشبة بما يحدث لك عندما تعلق فى اتوبيس نقل عام لمدة ساعة و تراقب الركاب خلالها

وقت يمر و ناس كثيرة واللعبة ليست مملة على الاطلاق

بقى ان اقول ان فكرة هذة التدوينه قد تكون جاءتنى و انا ماشى فى الشارع