-1-
مروحة سقف و حجرة تضم ثلاث اصدقاء ... ابدأ الكلام محاولا الفلسفة فأقول : الانسان يحيا بقدر ما يعرف فيرد صديقى بل يحيا بقدر ما يجرب
اما الثالث فيردد بصوته الهادىء بل الانسان يحيا بقدر ما يشعر .... فنصمت
_______________________________________________
-2-
مطر ... كورنيش ... دقات ساعة .. دقات قلب .. المزيد من الانتظار و لا يأتى أحد .. تشعر بالبرد يتسلل الى اطرافها و لايقلل منه سوى دمعة ساخنة تنفلت من عينيها
فجأة
يد تحتتضن كفها .. اتأخرت عليكى؟ صوت محبب اليها ... فتنسى كل اللحظات التى اضطربت فيها و ساورها القلق ... بسمة تجاهد للوصول لشفتيها فى وسط هذا الاضطراب الواضح
هى : كنت فاكراك مش هتيجى
هو: انا مقدرش
هى : بحبك
هو : بحبك
هى فى المقابلة التالية تخاف ايضا الا يأتى و هكذا
النـــــــــهايــــــــة
________________________________________
كل منا يحلم بفارس ينقذه ... و القسوة التى دوما يمارسها هذا الفارس انه لا يأتى الا متأخرا و احيانا لا يأتى
-3-
أجلس على المقهى .. ملل . وحده الملل معى على المقهى ... أرشف من كوب الشاى و أفكر بجدية فى العودة للتدخين ثم أنتزع الفكرة من رأسى .. المزيد من رشفات الشاى و مسح متواصل لزجاج النظارة
على الناحية الاخرى ( ضرورة سينمائية ) من الشارع رجل عجوز .. تبدو عيناه ( على الرغم من المسافة ) تحمل من الحزن ما يرهقنى انا شخصيا
فجأة
تأتى عيناه فى عينى .. أتصور للحظة ان عينيه قد قفزتا من الفرحة و غاب عنها الحزن .. يتكىء على عصاه العجوز ايضا ..يعبر الشارع بحماس يليق برجل فى السبعين على اقل تقديريكاد يصدم بسيارة مرة او مرتين .. يسعل ... مهرولا نحوى!! .. ابتسامته تزداد اتساعا لتكشف عن سنة وحيدة تبقت بفكه السفلى بدت كاخر امل له .. يخرج من جلبابه اوراقا صفراء
يصل الى .. يحدق ..
هو : سعادة البيه كده تسيبنى دايخ عليك معلش اخيرا لقيتك .. عملتلى ايه يا بيه فى ال...
انا : انت بتكلمنى انا يا حاج
هو : يحدق اكثر ... تختفى ابتسامته .. و تختفى سنته الوحيدة ... تتضح تجاعيد حفرها الزمن على وجهه تلمع دمعة على خده ... يقول لمؤاخذة يا بنى اصلك شبه البيه ابن البيه شبهك كده الخالق الناطق.. ادينى مستنيه انا و بنتى اكتر من شهر و نص .. متعود يقعد هنا برضه
و يرحل فى بطء و هو يجر جسده كأنه يثقله و يذوب فى الزحام كعادة كل العجائز
أتجاهل الامر للحظة ثم يدور المشهد فى رأسى مرة اخرى أتخيل عذاب هذا الرجل .. اتخيل فرحته عندما رانى و اعتقد ان مشكلته التى لم يفصح لى عنها قد تم حلها ثم يخيب امله
بالتاكيد فرحته كانت قويه و لهذا اشفق عليه من فرط صدمته و حزنه .. احساس اشبه بقانون ان كل فعل له رد فعل مساو له فى المقدار و للاسف مضاد له فى الاتجاه
تبا .. تبا لهذا البيه ابن البيه .. لماذا ا لا ينهى الام هذا الرجل حتى لو لم يحل مشكلته لماذا يضيف الى ألمه ألم الانتظار
اتذكر منظر تجاعيد وجهه
النــــهايـــــــة
_____
أخاف ان تزيدينى همومى تجاعيدا اخرى
20 comments:
هايل يا بيبو قوى.. قصص قصيرة او مشاهد مكثفة تمسك بنبض اللحظة..برافو
فنان يا إبنى
مفاجأة:
بقيت واحد من ضمن المتطفلين
"
برافو ..بحب مود الكتابة ده
انا كمان بكره الانتظار
الانسان يحيا بقدر ما يشعر
آه آه آه
كلهم جُمال جداً بجد :)
نيرودا بيقول "خيرا لك الا تأتي أبدا من أن تأتي متأخرا"
بجد تنفع مخرج جميلة فعلا اسلوبك في الكتابة شيق تحياتي
الانسان يحيا بقدر لحظات السعادة التي مرت به و بقدر اللحظات الي ضحك فيها و علي رايي الدنيا دي افيهات
الانسان يحيا بقدر لحظات السعادة التي مرت به و بقدر اللحظات الي ضحك فيها و علي رايي الدنيا دي افيهات
الانسان يحيا بقدر لحظات السعادة التي مرت به و بقدر اللحظات الي ضحك فيها و علي رايي الدنيا دي افيهات
هو انا رايى ان الانسان يحيا بقدر ما يستطيع
بس ده ما يمنعش انك هايل جدا
ماستر سبن بجد
فعلا بيبو العجيب
صدقنى ياولد انت مفيش حد فاهم نفسيتك قدي
ماستر سين بتلعب فيه دور الكاميرا
روح ربنا يكرمك وتبقة مخرج عبقرى
قدرت تخلينى اشوف الصورة
بيبو
كل سنة وانت طيب يا بوب
أخاف ان تزيدينى همومى تجاعيدا اخرى
عجبتنى الجملة دى جدا جدا
تجاعيد ايه ده انت وقعت واقعة بيضة .. ربنا يسعدك .. أنا شايف ان النسان بيعيش بقدر مايموت .. كل سنة وانت طيب
أخاف ان تزيدينى همومى تجاعيدا اخرى
.........
الله عليك
هيا دى الفينالة الصح
تصفيق حاد
بجد أنت موهوب قوى
الله عليك يا بيبو .. بدون المزيد من الفلسفة
:)
كلام جميل واكثر من رائع
استمر عزيزى
الإنسان يعيش بقدر ما يتذكرة الآخرون بالخير في حياته وبعد الممات
بيبو .. العنوان جميل ومناسب فعلا .. ماستر سين
بالرغم من اني اتاخرت فترة الامتحانات و قررت معلقش الا علي اخر بوست ف كل البلوجات اللي بحبها .. بس بجد مقدرتش امسك نفسي عن التعليق علي البوست ده ..
جبت الالهام الجامد ده كله منين .. بسم الله ما شاء الله .. بجد حلوين قوي و بالاخص قصة الرجل العجوز .. تعرف لو كنت منك كنت قمت وراه قبل ما يمشي و سألته ممكن افيدك ف حاجه ؟؟ أو قعدته جمبي علي الكافي لحد ما ال .... ابن ال .... يتنيل و يجي .. علي الاقل بدال ما يقف ف الشارع ف البرد و ملل الانتظار هو و بنته .. نقول ايه .. ربنا ينتقم من الظالم و المفتري و اللي قلبه بقي اقسي من الحديد ..
تحياتي يا بيبو
رائعه....بجد
Post a Comment